المؤتمر السابع لتاريخ الطب – الطب في الدولة العلوية من خلال القرنين 18 و 19م

23
اشترك في نشرتنا الإخبارية

19-21 دجنبر 2019 | استضافة كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المؤتمر الدولي السابع لفاس حول تاريخ الطب في موضوع «الطب في عهد الدولة العلوية خلال القرنين 18 و19م». أيام 19-21 دجنبر 2019.

وتجـمع المصادر الـتـاريخيـة الطـبـيـة المغـربية والكتابات الأجـنبـيـة، كما تـعـكـس فهارس المخطـوطـات بالمكـتـبـات المغـربية، أن المغـرب عـرف خـلال مراحله التاريخية تطـورا ونبوغـا في مجـال الطـب، وأنجـبـت مدارسـه أطـباء كـبار، ساعــد على ذلك، تشجـيـعـات سلاطـيـن الـدول المتعـاقـبة عـلى الحـكم، وعـنايـتهم بصحـة الـرعـيـة.

ومعـلوم أن في عهد الـدولة العـلـوية عرف الطـب المغـربي ازدهارا، وعـرف قـفـزة نوعية فكثر أطـباؤه، وكـثـرت مؤلفاتهم، وتوسعـت حلقات الدرس الطبي بمختلف معاهـد المملكة إلى جـانب جـامع القـرويين، وكثـرت المارستانات بمختلـف ربـوع المملكة، وكل هــذا كان بفـضل دعـم وتشـجـيـعـات سلاطـيـن الـدولـة العـلماء، وحـرصـهم على سلامة وصحة المواطـن المغـربي، وكـذا انفـتاحهم على المدارس الطـبية الدوليـة عـربية وغـربية، واهـتمامهم باقـتناء و جـلب المراجع الطبـية النفـيسة، وابتـعـاث الأطـباء إلى الخـارج لصقـل مواهـبهم والاحتكاك بغـيـرهـم، والإضـافـة إلى تـجاربـهم.

وقـد ساهـم كـل هـذا، في بـروز ونبـوغ نخـبـة من الأطـباء والصيادلـة “العـشابين” المـغـاربة في تخـصصات متـنوعـة، سـاهـموا في تأطـيـر حلـقات الـدرس الطـبي المـغـربي، وأغـنوا الساحـة الطـبيـة بمؤلفاتـهم، و حـاربوا مجموعة من الأوبئـة، وإن نظـرة خاطـفة في فهارس مخطـوطات المؤلفـات الطـبية المغـربية التي تـزخـر بها المكتبات المغـربية، لتدل على ذلك.

ويعـتـبـر مؤرخـو الطـب المغـربي، أن الطبـيـب عـبد السلام بن محمد العـلمي الحسني المتوفى سنة 1323هـ /1905م هـو خـاتمة أطـباء القـرن التـاسع عـشر مـن الأطـباء المغـاربة مـن خـريـجي أطـباء جامع القـروييـن، ونبغ بها حـتى انتـدبه جـلالة السلطـان مولاي الحسن، لإكمال دراسته الطبـيـة في مصر العـربية، كما أنه استفـاد من المدرسة الطـبـية الفـرنسية والإسبانية، وتـرك مؤلفات كثيـرة في مجال الطـب في تخـصصات متنوعـة، نالـت شهـرة واسعـة في المدارس الطـبـية المغـربية، وكانت محـل عـناية وإعـجاب من قـبل السلاطيـن، فأمـروا بطـبع بعـضها، واحـتـلت الصدارة ضمن المراجع الطـبـية في حلقـات الـدرس الطـبي بجامع القـروييـن و غـيـره.

ونـحـن اعـتبارا لهـذا الـنبـوغ المغـربي في الطـب العـربي خـلال فـترتـه العـلويـة، و تألقـه في شخـص عـبد السلام العـلمي الحسني ذو المسـتوى العـلمي والمـعـرفي المتميـز، والإلمام بالتقـنيات الطبـية ومصطـلحاتها، وأهـمية مؤلفـاته المـراجـع، قـررت اللجـنة العـلمية للنـدوة أن تـكرمـه بإطـلاق اسمه على دورتها السابعـة من خلال تخصيص حصة لحياة عبد السلام العلمي حياته ومؤلفاته، وحصة أخرى للمستشفى والمدرسة الطبية الذي درس بهما (عبد السلام العلمي ) القصر العيني بمصر تاريخه ونشأته بحضور خبراء من جمهورية مصر العربية الشقيقة. وشارك في تـأطـيـر جلسات هذا المؤتمر العـلـمي مجـموعـة مـن الباحـثيـن من داخل وخارج الوطن من مؤرخـيـن وأطـباء وطلبة ومهـتميـن.

وقد خصصت اللجنة المنظمة إحدى جلسات المؤتمر بالمدينة العتيقة للوقوف على روعة المكان وعمق التاريخ، ولتدارس النبوغ المغربي في الطب العربي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.