داوود الأنطاكي، الطبيب الضرير
داوود بن عمر الأنطاكي (داوود بن عمر الضرير) هو ابن رئيس قرية سيدي حبيب النجار ولد بأنطاكيـة في القرن العاشر الهجري يلقبونه بالحكيم الماهر الفريد، والطبيب الحاذق الوحيد. قرأ كتب الأقدمين من اليونانيين من أمثال أبقراط وديسقوريدس وجالينوس وابن سيناء والرازي والزهراوي، وعني بدراسة الطب العلاجي وتحضير الأدوية ومع أنه كان ضريرا فقد قام بأسفار طويلة وفيها تعلم اللسان اليونانيز. انتهت إليه رياسة الأطباء في زمانه، وحفظ القرآن، وقرأ المنطق والرياضيات وشيئا من الطبيعيات، ودرس اللغة اليونانية فأحكمها. وكان قوي البديهة يسأل عن الشيء من الفنون فيملي على السائل المعلومات المفصلة الطويلة.
وذكر عن فراسة داوود الأنطاكي في كتاب المحبي “خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر” إنه دعي شريف مكة داوود الأنطاكي إلى مجلسه وحاول إخفاء نفسه وقدم أحد الأشخاص لكي يتظاهر بأنه شريف مكة ولما أتى الشيخ داوود وسلم على الرجل الذي يدعى إنه الشريف فقال الشيخ إنها ليد خسيسة وليس من آل البيت. ولما وصل إلى الشريف وسلم عليه قبل يد الشريف وقال هذه يد الشريف.
الشريف الحسن شريف مكة دعي الأنطاكي للكشف عن زوجته العليلة وطلب من أحدى الجواري مرافقة الشيخ الأنطاكي ولما كشف الشيخ على زوجة الشريف ورجع مع الجارية سأله الشريف عن حال الزوجة فقال للشريف التشخيص والعلاج إلا أنه قال له: لقد لاحظت شيئا على الجارية فقال الشريف ما هو؟ قال: لقد صاحبتني الجارية وهي عذراء ورجعت بي إليك وهي ثيب فدعى الشريف الجارية وأعطاها الأمان فسألها وأجابت بنعم وأنا خارجة من الأميرة لاقاني رئيس الحرس وأجبرني على مضاجعته، فلم يصدق الشريف فدعى رئيس الحرس وأعطاه الأمان وأكد رئيس الحرس ذلك.
مدرسته:
امتاز الأنطاكي بدراسة وسائل العلاج الطبي، ووصف الدواء الصالح لكل داء، وقد بحث في العلوم الطبيعية وعلاقة الطب بها. وتعرض لما يتحكم في الأفراد من قوانين، ومركبات، وما لها من أسماء ونفع وضرر.
يقول في الحديث عن العلم: “كفى العلم شرفا أن كلاً يدعيه، وكفى الجهل ضعة إن الكل يتبرأ منه، والإنسان إنسان بالقوة إذا لمّ العلم، فإذا علم كان أنسانا بالفعل”، ويقول عن علم الطب: “ انه كان من علم الملوك، يتوارث فيهم، ولم يخرج عنهم خوفا على مرتبته. وقد عوتب أبقراط في بذلة الطب للأغراب فأجاب: رأيت حاجة الناس إليه عامة، والنظام متوقف عليه”.
ويقول أيضا عن صناعة الطب: “ ينبغي لهذه الصناعة الإجلال والتعظيم، والخضوع لمتعاطيها لينصح في بذلها. وينبغي تنزيهه عن الأرذال، والضن به على ساقطي الهمة لئلا تدركهم الرذالة عن واقع في التلف فيمتنعون، أو فقير عاجز فيكلفونه ما ليس في قدرته.”.
وقد رسم الأنطاكي حدود علوم الكيمياء، والفلك، والفقه وبين أغراض كل علم. وقال انه عندما انتقلت صناعة الطب إلى المسلمين برز رواد كثيرين في هذا المجال كأمثال: زكريا الرازي وابن سيناء، وابن الأشعث، والشريف، وابن الجزار، وابن الدولة، وابن البيطار، وابن الصوري وغيرهم كثير.
خطته في البحث والعلاج:
كانت خطته في البحث والعلاج تتكون من عشرة قواعد: الاسم، الماهية، الحسن، الرديء، الدرجة، المنافع في سائر أعضاء الجسم، كيفية التصرف فيه منفردا أو مع غيره. ما يصلحه، المقدار، ما يقوم مقامه إذا فقد. وهذا ما يتطابق مع العلم المعاصر حيث أنه عندما يتم تدريس عن علم العقاقير في كلية الطب فإنه يطلب من الطلبة معرفة 9 أمور خاصة بكل عقار وهي:
- اسم العقار
- تركيبة العقار
- فعالية العقار وتأثيره
- التحذيرات
- الممنوعات
- الكمية
- المواعيد
- وسيلة إعطاء العقار
- المضاعفات وردة فعل الجسم
ثم يعقب الأنطاكي بعد ذلك بذكر الفترة التي يقطع بعدها الدواء، ويدخر حتى لا يفسد، ثم موطن ذلك الدواء ومكان الحصول عليه. ولقد شايع داوود العامة في بعض الأحيان في بعض وصفاتهم التي قد لا يقرها الذوق السليم، ولا تتمشى مع العلم الحديث، ولكن هذه المشايعة يمكن أن تغتفر له قياسا إلى ما أداه لعلم الطب العلاجي من خدمات جليلة.
أثر الوقاية والحالات النفسية على العلل الجسدية عند داوود الأنطاكي:
لم يغفل الشيخ الأنطاكي عن أي جزء أو عضو من أعضاء جسم الإنسان إلا وأن ذكر الأمراض التي تصيبها وسرد سبل العلاج لها فلقد تطرق ابتداء من الأمراض التي تصيب العين والأذن واللسان والأنف والحلق إلى أعضاء الجسم الأخرى كما أنه تطرق كذلك لأجهزة الجسم ومنها الجهاز التنفسي والجهاز الدوري والبولي والهضمي والتناسلي(بالنسبة للذكر والأنثى) وعرض ما يصيبها من الأمراض. فذكر العديد من الأمراض المتنوعة التي تصيب الإنسان وسبل الوقاية والعلاج منها.
فلقد كان واضحا من الكتب العديدة التي ألفها داوود الأنطاكي وأهمها تذكرة داوود الأنطاكي ومجمع المنافع البدنية المفيدة في الطب والممكن في الطب بأن الأنطاكي اعتمد على المواد الطبيعية والأساسية المتواجدة في البيئة في ذلك الوقت كوسيلة للعلاج. لذلك حاول معرفة خصائص الأعشاب والأغذية الطبيعية ودورها في الوقاية وعلاج الكثير من الأمراض التي يتعرض لها جسم الإنسان.
ولم يركز داوود فقط على المداواة والعلاج ولكنه اهتم كثيرا بالوقاية فكان إيمانه بأن الوقاية هي أساس بناء الصحة الجيدة والوقاية خير من العلاج وكما قال العلامة ابن البيطار بأن حفظ الصحة هي مراعاة حفظ البدن عند العافية « أي الوقاية» وأما رد الصحة المفقودة فهي معالجة الأبدان بالأدوية عند حدوث المرض « فلابد من أصل معرفة الطب». ولقد قال الأنطاكي أن الصحة حالة بدنية بها يجري البدن وأفعاله على المجرى الطبيعي. وحيث قسم الصحة إلى قسمين؛ صحة كاملة: وهي صحة سائر الأحوال والأمزجة والتركيب وصحة ناقصة، وهي ما حطت عن الأولى. والمرض هو عكس الصحة، حيث أنه حالة تجري معها الأفعال على خلاف المجرى الطبيعي. ولقد ذكر بأن الضروريات الخاصة بالإنسان تنحصر في ستة: الهواء والماء والنوم واليقظة والمأكولات والمشروبات. ولأن الرياضة هي إحدى سبل الوقاية من الأمراض وبناء جسم قوي فلم يفت على الشيخ داوود هذا الأمر فأهتم بفوائد ممارسة الرياضة حيث ذكر بأن « الرياضيات نفعاً للبدن إذا هي استعملت بالمقدار الذي ينبغي في الوقت الذي يصلح وعلى الوجه النافع».
هذا ولقد أثبت العلم المعاصر بأن صحة الأبدان تتم المحافظة عليها بممارسة الرياضة، لأنها تساعد على تقوية البدن ومن ثم مقاومة الأمراض وتريح الجهاز النفسي للإنسان فتبعده عن القلق والتوتر.
لذا فقد بين الشيخ داوود أهمية ممارسة الرياضة وأسرد الفوائد التي يجنيها الإنسان من هذه العادة فذكر بأن الرياضة تقوي الأعصاب وتحسن الهضم «وهذا صحيح حيث يصاب الشخص الخامل أي الذي لا يمارس الرياضة يصاب بالإمساك.
كما ذكر الأنطاكي أن الرياضة تنفس عن البدن البخارات الغليظة والفضلات «أي عند التعرق تخرج بعض الفضلات من الجسم وبسبب زيادة عمل الجهاز التنفسي عند ممارسة الرياضة فإن الرئتين تعملان على طرد الرواسب من الغازات».
وذكر كذلك بأن الرياضة تهيئ البدن لقبول الغذاء فنصح بممارسة الرياضة قبل الأكل «أي أن الرياضة تفتح شهية الإنسان للطعام ومن المعروف بأن الطعام هو المزود الرئيسي لجسم الإنسان بالطاقة والمناعة.
ونوه كذلك بإن الرياضة تبسط المفاصل وتعين على خفة الحركة « أي أن الرياضة تساعد على تقوية عضلات الجسم وبالتالي تساعد على زيادة انسياب حركة المفاصل».
ولم يغفل الأنطاكي عن ذكر أنواع الرياضة ومالها من أهمية وفائدة فسرد فوائد كل نوع من أنواع الرياضة. حيث ذكر أن ركوب البهائم يساعد النصف الأعلى من الجسم. والمشي والركض يساعدان الجزء الأسفل من الجسم. وأعتبر أن المصارعة ورفع الأثقال هي من أقوى أنواع الرياضة وأشدها تسمينا للمهزول «وذلك لما للرياضة من تأثير عل فتح الشهية للغذاء وبالتالي بنـاء عضلات الجسم وزيادة وزن الهزيل».
النظافة والاستحمام:
ثم تطرق الشيخ إلى أهمية النظافة كنوع من أنواع الوقاية. وكذلك شرح أهمية السباحة والاستحمام وأنواعها ومالها وما عليها من شروط. وضرورة الاستحمام عند خلو المعدة. هذا وعندما نحاول تفسير ذلك نجد أن علماء الطب المعاصر ذكروا بأنه عندما تمتلئ المعدة فإن معظم دم الدورة الدموية يتجه إلى المعدة والأمعاء للمساعدة على هضم الطعام وبالتالي فإن السباحة بعد امتلاء المعدة تعمل على توجيه الدم إلى الأطراف بدل من المعدة وذلك لتوفير الطاقة المساعدة على المجهود وبالتالي يصاب الإنسان بعسر في الهضم وألم في الأمعاء0 وهذا مما فسره الأنطاكي الذي قال أنه «يورث العلة في الكبد».
إرشاداته في الطعام:
كما حذر من الأكل والشرب والنكاح في الحمام لأنه «يورث ظلمة البصر». ونصح داوود بأن يقوم الإنسان بالاستحمام بعد أربع أو خمس ساعات من تناول الغذاء (وهي المدة اللازمة لهضم الغذاء).
وحذر من شرب الماء البارد عقب الاستحمام (الذي يتسبب في تقلص الأمعاء ومن ثم الألم). ويقول الشيخ إنه ربما أعان على تولد الاستسقاء.
أما بالنسبة للغذاء فلقد أعطى الشيخ تفصيلا وافيا عن الأسس الصحيحة في التغذية السليمة. فقال: من أراد البقاء فليبكر بالغذاء ولا يتمسى في العشاء (أي لا يؤخر العشاء). ولا يأكل على الامتلاء، فإنما يأكل المرء ليعيش لا إنه يعيش ليأكل.
ثم قال من اجتنب النتن والدخان والغبار ولم يأكل عند المنام ونقى الفضول في معتدلات الفصول كان حريا بأن لا يطرق المرض إلا إذا حل الأجل. كما أعطى الإرشادات أثناء تناول وجبة الطعام فنصح بعدم شرب الماء إلى حين الهضم (لأن شرب السوائل يعمل على تخفيف عصارة المعدة الهضمية مما يؤدي إلى تأجيل الهضم ومن ثم تعسره).
وقال من لم يستطع الامتناع عن الماء أثناء الطعام فليأخذ القليل من الماء البارد مصا. ومن إرشاداته في الطعام للوقاية من الأمراض اختيار الطعام المناسب للجسم والمعدة وعدم الإكثار وعدم النوم مباشرة بعد العشاء.
السمنة والهزال:
وأما بالنسبة للسمنة والتي تعاني منها مجتمعاتنا الحديثة فلقد أسرد الشيخ مشاكل السمنة وسبل الوقاية منها وهي ما تتطابق تماما مع العلم الحديث، فلقد ذكر: «إن للضعف منافع: خفة الحركة وقلة العقم (فكما هو معروف إن السمنة أحد أسباب العقم لدى النساء) وسرعة الهضم والأمن من الموت المفاجئ».
وعلى السمين هجر الحلو واللحم وتكثير الحوامض والمشي والشرب على الريق وعلى المهزول عكس ذلك. ثم تطرق إلى الهزال وقال أن الأبدان المهزولة مستعدة لقبول الأمراض لتخلخلها.
المشاكل النفسية:
أما بالنسبة للمشاكل النفسية وتأثيرها على جسم الإنسان والوقاية منها فلقد أسهب الشيخ فيها فعرف الهم والغم فقال: «إن الهم هو إشغال النفس بما ستلقاه من مكروه والغم انقباضها بما مر كذلك وكل يجمع الغريزة إلى القلب فيغلي الدم لسبب ذلك ويتفرق عنه البخار المفسد للحواس». وهذا مما أثبت علميا بأن المشاكل النفسية تؤثر على القلب والدورة الدموية. والجدير بالذكر بأن الحالة النفسية تؤثر تأثيرا مباشرا على الحالة الصحية للإنسان فعند اختلال الحالة النفسية تتأثر مناعة الجسم وبالتالي يعتل الإنسان. وهذا ما ذكره الشيخ داود عندما نوه بأن الأحداث النفسية مادتها الحرارة وفاعلها الطارئ المحرك وصورتها تحرك البدن وغايتها تلك الأحوال الثلاثة والفاعل قد يتحرك إلى خارج الجسم في الفرح أو إلى الداخل في الغم أو تدريجيا كالخوف أو دفعة كالغضب.
ثم ذكر صفة المهمومين فقال إن أكثر الناس هما: من غزر عقله وصح حدسه لتوفر نظره في العواقب. وإذا نزل الهم بغتة على البدن ولم يتفتق له باب تدبير قتل لوقته وإلا تسلسل سببا وفعلا وأقل ما يوجبه في البدن سرعة الشيب والهرم والهزال وسقوط الشهوتين والنسيان واختلال العقل. والهم عند تناول الطعام يتسبب في مشاكل متنوعة ومتعددة فأول عضو يفسده الهم هو القلب ثم الدماغ ثم المعدة ثم القوى الخاصة فلا تتصرف في الغذاء تصرفها الأصلي. ومن المعروف حاليا بأن كثرة الهم قد يؤدي إلى الذبحة الصدرية أو تقرح المعدة أو الصدمة الدماغية. وللوقاية من تلك المشاكل شرح الشيخ داود العلاج والوقاية المناسبين وذلك بدفع السبب أو التخفيف عن النفس بقدر الطاقة وكذلك سماع الأصوات والآلات الحسنة.
وكذلك حذر من المشاكل النفسية المفرطة كالفرح الشديد الذي يؤدي إلى الموت المفاجئ أو الغضب المفاجئ الذي يؤدي إلى المرض. وكما هو الحال فإن الغضب والهم الشديدين يؤثران على القلب والشرايين ويؤديان إلى مشاكل جسمية غير حميدة. كما وصف الشيخ أعشاب عديدة تساعد على تفريح النفس وابساط القلب، ولتحسين المزاج والطباع وما يتعرض البدن من الأمراض نصح الشيخ الإنسان بالتنقل بين البلدان.
لذا ومما سرد نجد أن داوود الأنطاكي ليس فقط طبيباٌ عاديا ولكنه حكيمٌ شامل متخصص في كل البدن وليس في جزء منه وهو على علمٌ كامل بجميع خواص وتشريح (تركيبة) جسم الإنسان وكذلك وظائف كل عضو من أعضاء الجسم. فتلك المعلومات الغزيرة والعميقة ساعدت الشيخ بأن يستنتج العلل التي قد تشكو منها تلك الأعضاء ويهتدي إلى حقيقة الأدوية وتأثيرها ومدى فعاليتها في العلل المتنوعة وبالتالي اختيار العلاج الأمثـل لتلك العلل الصحيـة.
هذا ولكي يصل الإنسان إلى هذه المرحلة من التعليل والاستنتاج فإنه لابد أن يكون على مستوى عالي من الذكاء والحدس والفطنة مع الإحاطة بعلم واسع وقدرة شاملة وسريعة على تخزين المعلومة ومن ثم استخدامها في الظروف المناسبة وكل هذه الصفات تعكس بالطبع صفات داوود الأنطاكي وخصوصا بأنه كان الطبيب الضرير والشاعر المرهـف.
أشهر مؤلفاتـه:
من أشهر مؤلفاته كتابه الضخم «تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب» والذي عرف واشتهر باسم «تذكرة داوود» والتي لا تزال تدرس في كثير من كليات الصيدلة والطب حتى يومنا هذا، خصوصا في مجال العقاقير النباتية.
يقع هذا المؤلَف في نحو سبعمائة صفحة وقد قسمه داوود إلى ثلاثة أجزاء تتضمن مقدمة وأربعة أبواب، خص المقدمة بتعداد العلوم المذكورة ثم تكلم في الباب الأول عن كليات هذا العلم ومداخله، وأفرد الباب الثاني لقوانين الإفراد والتركيب وأعماله العامة، ثم تكلم في الباب الثالث عن المفردات والمركبات وما يتعلق بها من اسم وماهية ومرتبة ونفع وضر، ثم أنه تكلم في الباب الرابع عن الأمراض وما يخصها من العلاج.
ذكر داوود في مقدمة كتابه قال: « عار على من وهب النطق المميز أن يطلب رتبة دون الرتبة القصوى»، وقال: «حين دخلت مصر ورأيت الفقيه الذي هو مرجع الأمور الدينية يمشي إلى أوضع يهودي للتطبب، عزمت على أن أجعله كسائر العلوم يدرس ليستفيد به المسلمون».
والجدير بالذكر أن التذكرة حوت بالإضافة إلى الطب أمور أخرى كذلك منها منازل الكواكب والبروج والرقي والتعاويذ والفوائد والأدعية، وكلام في الفلك والجغرافيا. ولداوود بالإضافة إلى التذكرة، كتاب في الأدب أسماه «تزيين الأسواق»، وله ذيل بقلم أحد تلاميذه.
وعلى هامشه رسالة في معالجة الأمراض عنوانها «النزهة المبهجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة»، كما كتب أيضا رسالة في حجر الفلاسفة اسمها «رسالة في الطائر والعقاب»، ورسالة في إدخال أحكام النجوم في علم الطب اسماها «أنموذجي في علم الفلك»، كما كان له «نزهة الأذهان في إصلاح الأبدان» و «زينة الطروس في أحكام العقول والنفوس» و «ألفية في الطب» و «كفاية المحتاج في علم العلاج» و «شرح عينية ابن سينا» و «رسالة في علم الهيئة».
ومن مؤلفاته الأخرى أيضا:
- استقصاء الملل ومشافي الأمراض والعلل، في الطب
- ألفية في الطب
- بغية المحتاج إلى معرفة أصول الطب والعلاج
- بهجة الناظر
- تذكرة أولي الألباب
- تزيين الأسواق بتفصيل أشواق العشاق، في الأدب
- تشحيذ الأذهان، في الطب
- الدرة المنتخبة فيما صح من الأدوية المجربة
- رسالة في الحمام
- رسالة فيما يتعلق بالسفر من المسائل الطبية
- رسالة في علم الهيئة
- زينة الطروس في أحكام العقول والنفوس
- شرح أبيات السهروردي
- شرح القانون في الطب لابن سينا
- شرح نظم القانونجك
- طبقات الحكماء
- غاية المرام في تفاصيل السعادة بعد انحلال الظلام
- قواعد المشكلات
- الكحل النفيس لجلاء عين الرئيس، شرح قصيدته العينية في النفس والروح
- كفاية المحتاج في علم العلاج
- لطائف المنهاج في الطب
- مجمع المنافع البدنية
- مختصر القانون لابن سينا
- النزهة المبهجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة، في الحكمة الإلهية
- نظم القانونجية للجغميني
- التحفة البكرية
- رسالة فيما يتعلق بالشعر من المسائل الطبية
وفــاتــه:
لقد كانت إقامته في القاهرة، وتوفي بمكة سنة 1008 هـ.
الخـاتمـة:
مما سرد سابقا نجد بأن الإعاقة الجسدية لم تمنع هذا الطبيب الفذ من خدمة البشرية جمعاء سواء في العقد الماضي حتى في العصر الحديث